تعزيز صِحَّة الدواجن:

استراتيجيات التطعيم من أجل مستقبل مُستدَام

لا يمكن إنكار الدور الحاسم للقاحات في حماية قطعان الدواجن، وتعزيز الإنتاجية، والتوافق مع أهداف الأمن الغذائي العالمي. اكتشف كيف تسهم الحلول المبتكرة للقاحات في تشكيل مستقبل صناعة الدواجن.

تُواجِهُ الصناعة العالمية للدَّواجن تَحدِّياتٍ صِحِّيَّةً مُعقَّدةً، تتطلَّب يقظةً مستمرة وتدخُّلات استباقية. وتُعَدُّ بعضُ مُسبِّبات أمراض الدواجن حيوانيةَ المَصْدر، وذلك يُشكِّل أخطارًا على صِحَّة الإنسان، وهو ما يجعل التشخيص السريع والوقاية المُبكِّرة أولوية قُصوى. وبالنظر إلى طبيعة هذه المُسبِّبات المرضية التي لا تعترف بالحدود الجغرافية وتُركِّز على نقاط الإنتاج فحسب، فقد أصبحَت التطعيمات الحديثة العمود الفقري لاستراتيجيات مكافحة الأمراض في تربية الدواجن؛ إذ تُمثِّل الحلَّ الأمثل للحفاظ على السلامة الصحية وضمان استدامة هذا القطاع.

معلومة طريفة

في عام 2020، بلغت الاستهلاكات العالمية للدواجن أرقامًا هائلة؛ إذ استُهْلِكَ أكثر من 130 مليونَ طُنٍّ مِتْرِي من الدجاج، وهو ما يعادل وزن أكثر من 8,000 برج من أبراج المملكة في الرياض يَومِيًّا! حقًّا إنها وجبةٌ بحجم برج!

رعاية الدواجن

تُعَدُّ رعاية الدواجن، ولا سِيَّما فيما يتعلَّق بمكافحة الامراض، أمرًا بالغ الأهمية، يتشابك مع التعديلات الوراثية المتواصلة التي تهدف إلى تعزيز الإنتاج. وعلى الرَّغْم مِن فضل هذه التعديلات الوراثية في تحقيق إنتاجية أعلى، فإنها كثيرًا ما تكون لها عواقب غير مقصودة على المناعة الطبيعية والصحة الشاملة للطيور، الأمر الذي يثير مخاوف جسيمة بشأن الرعاية. ومع تزايد متطلبات الإنتاج، يتعاظم الخطر بأن التركيز على الكفاءة قد يطغى على رفاهية الحيوانات، وهو ما يؤدي إلى تراجُع مقاومة الأمراض وزيادة التعرُّض للمشكلات الصحية. وهذا التوازن الدقيق بين دفع الإنتاج وضمان رعاية الحيوان يتطلَّب نهجًا أكثر تكامُلًا؛ إذ يجري إكمال التركيز على التحسينات الوراثية باستراتيجيات تحمي صحة الدواجن ورفاهيتها. وهنا تكمُن أهمية تبنِّي ممارسات إدارة صحية مُتقدِّمة؛ بحيث تُصبح ضرورة لا غِنًى ع. وتتطلَّب الإدارة المُثلى للرعاية الصحية في مجال تربية الدواجن اتِّبَاع نهج متكامل يُركِّز على الوِقاية من الأمراض وتحسين الصِّحَّة العامَّة. ويتضمَّن هذا النهج العناية الدقيقة بتوفير تغذية متوازنة، تضمن حصول الطيور على العناصر الغذائية الضرورية لدعم النمو السليم وتقوية جهاز المناعة. وينبغي تصميم مَأوًى الطيور بطريقة تضمن حمايتها من الظروف البيئية القاسية والحيوانات المفترسة والعوامل المُسبِّبة للإجهاد، مع توفير تهوية كافية وإضاءة ملائمة تُعزِّز سلامتها الصحية. كما أن النظافة والأمان البيولوجي يُشكِّلان ركيزةً أساسية؛ إذ يتطلَّبانِ تطبيقَ أنظمةِ تنظيفٍ دقيقةٍ وإجراءاتٍ صارمة للحَدِّ من حركة الطيور، وذلك يَحُدُّ مِن أخطار دخول الأمراض وانتشارها. بالإضافة إلى ذلك، تُعَدُّ برامج التطعيم الدورية عُنصرًا جوهريًّا في الحماية من الأمراض المُعدية، ما يُسهم في تعزيز صحة الطيور الفردية ومناعة القطيع كَكُلٍّ. إن هذه الممارسات، مجتمعة، تُعَدُّ ضرورية ليس فقط لضمان استمرارية الإنتاجية والربحية في صناعة الدواجن، ولكن أيضًا لمعالجة المخاوف المُتزايدة المتعلقة برعاية الحيوانات، وهو ما يضمن أن تحقيق الإنتاجية العالية لا يتم على حساب صحة الطيور ورفاهيتها.

معلومة طريفة

يُعَدُّ الدجاج المُطعَّم بمثابة حُرَّاس الحظيرة الخارقين؛ إذ يلعب دورًا أساسيًّا في تعزيز صحته الشخصية وضمان سلامة القطيع بأسره، مُجسِّدًا هذه المسؤولية البيئية مع كل بيضة يُنتجها!

أَيُعَدُّ تطعيم الدواجن أمرًا بالِغَ الأهمية؟

يُمثِّل تطعيم الدواجن عُنصرًا أساسِيًّا في صناعة الدواجن على مستوى العالم؛ إذ يَضْطَلِعُ بدَوْرٍ رئيسٍ في الوقاية مِنَ الأمراض وإدارة الصحة الحيوانية. وقد ارتفعت أخطار تَفشِّي الأمراض ارتفاعًا غيرَ مسبوق مع تزايُد الطلب على منتجات الدواجن وتطوُّر أنماط التربية العالية الكثافة. وتُسهم برامج التطعيم المدروسة في تعزيز رعاية الحيوانات عبر الحَدِّ من انتشار الأمراض المُعْدِية، كما تُحقِّق مكاسب اقتصادية ملموسة عن طريق تقليل مُعدَّلات الوَفَيَات والخسائر الإنتاجية. بالإضافة إلى ذلك، يرفع التطعيم مستوى ثقة المستهلكين في جودة منتجات الدواجن وسلامتها عن طريق تقليل احتمالية انتقال مُسبِّبات الأمراض عبر السلسلة الغذائية. وقد أدَّى التقدُّم في تِقْنيات اللقاحات، بما في ذلك الابتكارات القائمة على التكنولوجيا الحيوية، إلى تعزيز كفاءتها واستقرارها وسهولة استخدامها. إن استمرار تطوير هذه اللقاحات واستخدامها يُعَدُّ ضرورةً لضمان استدامة وإنتاجية هذا القطاع الحيوي، في ظِلِّ التحديات الصحية المتزايدة..

أنواعُ اللِّقاحات البيطرية للدواجن

تُشكِّل اللقاحات البيطرية أدواتٍ استراتيجيةً بالغةَ الأهمية في التحكُّم بصحة القُطعان، والحَدِّ من مُعدَّلات انتشار الأمراض، وتحسين مستويات الإنتاجية. ويمكن تصنيف هذه التحصينات بصورة أساسية إلى ثلاثة أصناف رئيسة: التحصينات الحية المُخفَّفة الفعالية، والتحصينات المُعطَّلة، والتحصينات المؤتلفة وراثيًّا، حيث يضطلع كُلُّ صِنْف بدور نوعي مُحدَّد في منظومة إدارة الصحة البيطرية للدواجن.

اللقاحات الحية المُوَهّنة:

تُعَدُّ اللِّقاحات الجينية المؤتلفة إنجازًا تِقْنِيًّا معاصرًا؛ إذ تستثمر التقنيات الحيوية الحديثة لإنتاج لقاحات تقتصر على المُسْتَضَدَّات الضرورية لتحفيز الاستجابة المناعية. تُطوَّر هذه اللقاحات عن طريق زرع تركيبات جينية دقيقة مِن مُمرِض داخل كائن وسيط (مثل فيروس أو بكتيريا) يعمل كآلية لنقل المُسْتَضَدِّ.

اللقاحات غير النَّشِطَة:

وهي لقاحات تتألَّف من كائنات مُمرِضة جرى قتلها، ويُقضَى عليها عادةً باستخدام وسائل كيميائية أو فيزيائية، كالتسخين أو المعالجة بالفورمالديهايد. وهي عاجزة عن إحداث المرض، لكنها قادرة على تحفيز الاستجابة المناعية في الجسم.

اللقاحات الحية المُوَهّنة:

تتضمن هذه اللقاحاتُ كائناتٍ مُمرِضةً حية جرى تخفيف قدرتها، بحيث لا تتسبَّب في إصابة الطيور ذات الحالة الصحية السليمة. تتميَّز اللقاحات الحية المُوهّنة بقدرتها على استحثاث مناعة مُستدامة وعالية الفعاليَّة. ومع ذلك، يشوب هذه اللقاحات احتمالُ تحوُّلها إلى سلالاتٍ أكثرَ ضراوةً، وهو ما قد يترتَّب عليه خطر انتشار الأوبئة.

تحليل مُتعمِّق لِلِّقاحات غير النشطة:

تَضْطَلِعُ اللقاحات غير النشطة بدور جوهري في منظومة الرعاية الصحية للدواجن؛ نظرًا لما تتميَّز به من السلامة والكفاءة. وهي لقاحات مُكوَّنة مِن مُسبِّبات أمراض مُعطَّلة، يُوقَف نشاطها عادةً باستخدام معالجات كيميائية أو فيزيائية. ويكفل هذا الإيقاف منع المُسبِّبات مِنَ التسُّبب في أي أمراض، مع الاحتفاظ بقدرتها على استحثاث استجابة مناعية في الطيور المحصنة.

لنستعرض أهم مزايا هذا النوع من اللقاحات:

تلعب اللقاحات المعطلة دورًا حيويًا في إدارة صحة الدواجن بفضل فعاليتها العالية وأمانها. تتكون هذه اللقاحات من مسببات الأمراض التي تم تعطيلها، عادةً من خلال عمليات كيميائية أو فيزيائية. يضمن هذا التعطيل عدم قدرة المسببات المرضية على التسبب في العدوى، مع الحفاظ على قدرتها على تحفيز الاستجابة المناعية في الطيور المُطعّمة6.

السلامة:

تُعَدُّ السلامة ميزة محورية للقاحات غير النشطة. وعلى النقيض من اللقاحات الحية المُوَهّنة، فإنَّ اللقاحات غير النشطة تقضي تمامًا على احتمالية تحوُّل مُسبِّب المرض إلى سلالة شديدة الفَتْك، وهو ما يجعلها خيارًا استراتيجيًّا مثالِيًّا للاستخدام في القُطعان التي تتطلَّب تدابيرَ صارمةً للحَدِّ من احتمالات تفشِّي الأمراض.

الاستقرار:

تُعَدُّ السلامة ميزة محورية للقاحات غير النشطة. وعلى النقيض من اللقاحات الحية المُوَهّنة، فإنَّ اللقاحات غير النشطة تقضي تمامًا على احتمالية تحوُّل مُسبِّب المرض إلى سلالة شديدة الفَتْك، وهو ما يجعلها خيارًا استراتيجيًّا مثالِيًّا للاستخدام في القُطعان التي تتطلَّب تدابيرَ صارمةً للحَدِّ من احتمالات تفشِّي الأمراض.

المرونة والتطبيق:

تتميَّز هذه اللقاحات بقابليتها للتطبيق عبر مُختلِف سلالات الدواجن، وتكون مثالية بصورة خاصَّة في الظروف التي قد تُشكِّل فيها اللقاحات الحية أخطارًا، مثل الحالات المُتعلِّقة بالطيور المنخفضة المناعة أو في البيئات التي يستلزم فيها منع انتقال سلالة اللقاح للحيوانات الأخرى أو البشر.

تعزيز الاستجابة المناعية:

في كثير من الأحيان، تُصمَّم اللِّقاحات المُعطَّلة باستخدام مواد مساعدة، وهي مُركَّبات تُضاف بهدف تحسين الاستجابة المناعية. وتوظيف هذه المواد المُساعِدة في اللقاحات يُسهِم في توليد مناعةٍ أكثرَ قوةً واستدامة، وهو ما يُخفِّض الحاجة إلى لتطعيمات المُتكرِّرة، وهي ميزة جوهرية في مُنشَآت الثروة الداجنة الكبيرة؛ إذ يُعَدُّ التقليل من التدخُّلات أمرًا مِحوريًّا.

ما المقصودُ بالموادِّ المُساعِدَة في اللِّقاحات؟

تُعَدُّ المواد المُساعِدة عناصرَ رئيسة في تكوين اللقاحات، وتهدُف إلى تعزيز استجابة الجهاز المناعي واستقرار المُسْتَضَدَّات. وتعمل هذه المواد على تحسين امتصاص المستضدات وتقديمها بفعالية للجهاز المناعي، مع دعم استجابة مناعية مستدامة. ونتيجة لذلك، تُسهِم الموادُّ المساعدة في تقليل الجُرعات المطلوبة من اللِّقاح وخفض تكاليف إنتاجه. ويُعَدُّ استخدامها ضروريًّا؛ خاصةً في اللقاحات غير النشطة واللقاحات الجزئية، حيث تكون استجابة الجهاز المناعي أقلَّ مقارنةً باللقاحات الحية. ومع ذلك، يجب أن تتميَّز الموادُّ المساعدة المُستَخدَمة في لقاحات الدواجن، وخاصة في دجاج التسمين، بالكفاءة دون أن تترك أي بقايا ضارَّة في لحوم الدواجن المُوجَّهة للاستهلاك البشري. وتُعَدُّ المُستحلبات الأكثر فعالية واستدامة من حيث التأثير، من بين الأنواع المختلفة لهذه المواد المساعدة، وبخاصة المستحلبات المائية-الزيتية. تتشكَّل المستحلبات عند دمج سائلين غير متجانسين، بحيث يَتوزَّع أحدهما في شكل قطرات دقيقة داخل الآخر، ويُثبَّت هذا التوزيع بطبقة من المواد الفاعلة بالسطح. وتتميَّز هذه المستحلبات بقوة أكبر مقارنةً بأملاح الأُلُمِنْيُوم التقليدية؛ إذ تعمل على تعزيز المناعة الخلوية والخلطية، وتوفير حماية مستدامة، وهو ما يجعلها خيارًا مثاليًّا للقاحات الحيوانات. وفي المستحلبات المائية-الزيتية يُحصَر المُسْتَضَدُّ داخل قطرات الماء المحاطة بطبقة زيتية مستمرة، وهو ما يتيح إطلاقًا تدريجيًّا للمستضدات عند تفكُّك الزيت بعد عملية الحقن.

استعراض لبعض الأمراض الفيروسية في الدواجن

تشخيص القطيع، دعونا نحاول التفسير:

في مزرعة دواجن تجارية بالشرق الأوسط تضم 15,000 دجاجة تسمين، لُوحِظَتْ حديثًا ظاهرةُ تراجُعٍ مُفاجِئٍ في إنتاج البيض، بالتزامن مع تصاعُد الأعراض التنفُّسية بين أفراد القطيع. تُبدي الطيور أعراضًا تنفُّسية متوسطة الشِّدَّة، تتمثل في: العطس، والسُّعَال، والإفرازات المُخَاطِيَّة الأنفية، مع تسجيل حالاتٍ مِنَ التهيُّج المُلْتَحمِيِّ. ومن المُلفِت للانتباه تَورُّم الجيوب الأنفية لدى بعض الطيور، وهو ما يُثير القلق بشأن احتمال التعرض لِمُسبِّبات مرضية. وعلى الرغم من انخفاض مُعدَّل الوَفَيَات، تُظهِرُ الحالةُ الصحية العامَّة للقطيع علاماتٍ واضحةً من التدهور، تتمثَّل في: خمول الطيور، وانخفاض محسوس في معدل استهلاك الغذاء. كما يُشكِّل موقع المزرعة القريب من منطقة الأراضي الرَّطْبَة، التي تُعَدُّ موئلًا للطيور المُهاجِرة، عامل خطورة متزايد للتعرُّض للفيروسات المنتشرة في المِنْطقة.

فيروس إنفلونزا الطيور

في مزرعة دواجن بشمال إفريقيا تضم 10,000 دجاجة بيَّاضة، لُوحِظَ مُؤخَّرًا تصاعُدٌ غيرُ مَسبوقٍ للمُشكلات التنفُّسية بين أفراد القطيع. تُبدي الطيور أعراضًا تنفُّسية تتمثَّل في: العطس المُتكرِّر والسُّعَال، والإفرازات المُخَاطِيَّة الأنفية، مع إفراز دموع في العين. بالإضافة إلى ذلك، ظهرت على بعض الطيور علاماتٌ عصبية غير اعتيادية، تتضمَّن إمالةَ الرأس، وتَشَوُّهَ حركةِ الرَّقَبة. ارتفع مُعدَّل الوَفَيَات إلى نسبة 20%؛ إذ تُعاني الطيور المصابة من ضيق تنفُّسيٍّ حادٍّ. يُثير التزامن بين الأعراض التنفسية والاضطرابات العصبية قلقًا بالغًا بشأن احتمال وجود عامل مُمرِض شديد الفتك داخل القطيع.

مرض نيوكاسل

ظهرَت مُشكِلةٌ مُقْلِقَةٌ في مزرعة دواجنَ كبيرةٍ في مِنطقة الخليج، حيث يجري تربية 12,000 دجاجة بياضة، تتمثَّل في انخفاض ملحوظ في إنتاج البيض وجودته. فالبيض المُنتَج غالبًا ما يكون مُشوَّهًا، مع قشور هَشَّة ورقيقة. وإلى جانِب هذه المشكلات التناسلية، يُعاني العديد من الطيور مشكلاتٍ تنفُّسيةً، مثل: السُّعال، والعطس، والإفرازات الأنفية. وبينما ظَهَرَ تورُّم في الجيوب الأنفية لدى بعض الطيور، أَظهَرَ آخرون علاماتٍ في هيئة عيون دامعة. لُوحِظَ تدهور عام في صحة القطيع، مع انخفاض في استهلاك العلف، وزيادة في الخمول العام. تشير هذه الأعراض، خاصَّةً العيوب في البيض المصحوبة بالمشكلات التنفسية، إلى احتمال تعرُّض القطيع لِتَحَدٍّ فيروسيٍّ يؤثر على كُلٍّ مِنَ الجهازين التنفُّسي والتناسُلي.

فيروس التهاب القصبات المعدي

الأمراض التنفسية الفيروسية في الدواجن نظرة عامة على فيروس إنفلونزا الطيور

إنفلونزا الطيور هي مُسبِّبُ مَرضٍ شديدِ العدوى، يُشكِّل خطرًا كبيرًا على صحة الدواجن على مستوى العالم. يَنقسم الفيروس إلى نوعين رئيسَيْنِ بناءً على شدة المرض الذي يُسبِّبُه: إنفلونزا الطيور الشديدة العدوىHPAI) ) وإنفلونزا الطيور المنخفضة العدوىLPAI) )، وتُسبِّب إنفلونزا الطيور الشديدة العدوى مَرضًا شديدًا مع مُعدَّلات وفاة عالية، في حين تُؤدِّي إنفلونزا الطيور المنخفضة العدوى إلى أعراض خفيفة نِسبِيًّا، مثل: صعوبة التنفس، وانخفاض في إنتاج البيض، مع مُعدَّلات وفاةٍ أقلَّ. يُعَدُّ نوع H9N2، وهو أحدُ سلالات إنفلونزا الطيور المنخفضة العدوى، من السلالات المنتشرة انتشارًا واسعًا في مناطق مثل: آسيا، والشرق الأوسط، وإفريقيا. وعلى الرغم من أنَّ H9N2 يتسبَّب عادَةً في مرض خفيف، فإنَّه قد يُؤثِّر تأثيرًا كبيرًا على إنتاج الدواجن، عن طريق خفض حيوية القطيع وزيادة تكاليف الإنتاج. بالإضافة إلى ذلك، فإنَّ الفيروسات المنخفضة الضراوة، بما في ذلك H9N2، قد تتحوَّر وتُصبِحُ أكثر ضراوةً، وهو ما يَزيدُ من أهمية المُراقبة المستمرة وتطبيق استراتيجيات فَعَّالة لإدارة الأمراض؛ للحَدِّ من انتشار التفشِّي.

نظرة عامة على فيروس مرض نيوكاسل NDV

فيروس مرض نيوكاسل NDV) ) هو مُسبِّبُ مرضٍ شديدِ العدوى يُؤثِّر على العديد من الأنواع من الطيور، وله آثارٌ كبيرة على صناعة الدواجن في جميع أنحاء العالم. ويُصنف الفيروس إلى ثلاثة أنواع رئيسة بناءً على شدة المرض: الفيروسات الشديدة العدوىvelogenic))، والفيروسات المتوسطة العدوى mesogenic))، والفيروسات المنخفضة العدوى lentogenic) ). وتُعَدُّ السلالاتُ الشديدةُ العدوى أكثرَ السلالاتِ خطورةً؛ إذ تُسبِّب مُشكلاتٍ تنفُّسيةً حادَّةً وأعراضًا عصبيةً، مثل: ميل الرأس، والالتواء العنقي، وهو ما يتسبَّب في مُعدلات وَفَيَات مرتفعة قد تُؤدِّي إلى تدمير القطيع بالكامل. أمَّا السلالات المتوسطة العدوى فتُسبِّبُ مرضًا أقلَّ حِدَّةً، ولكنها تُؤدِّي إلى خسائرَ اقتصاديةٍ ملحوظةٍ؛ نتيجةً لانخفاض إنتاج البيض وضعف الزيادة في الوزن. وتُسبِّب السلالات المنخفضة العدوى، التي تُستخدَم عادة في اللقاحات الحية، عَدْوَى من دون أعراض مع أعراض تنفُّسية خفيفة. وينتشر الفيروس بسرعة عبر الاتصال المُباشِر مع الطيور المُصابة، أو عن طريق الأدوات المُلوَّثة، أو العلف، أو الماء المُلوَّث، وهو ما يجعل التدابير الأمنية البيولوجية والتطعيم أمرين أساسيين؛ للسيطرة على التفشِّي.

نظرة عامة على فيروس التهاب القصبات المعدي

يُشكِّل فيروس التهاب القصبات المُعدِي تهديدًا خطيرًا لصناعة الدواجن العالمية؛ إذ يُهاجِم الدجاج بضراوة، ويُسبِّب خسائرَ اقتصاديةً فادحة. وينتمي هذا الفيروس إلى عائلة كورونا، وهو فيروس غيرُ مُستَقِرٍّ وراثِيًّا، مُحاطٌ بِغِلافٍ بُروتيني، ويتكوَّن مِن حِمضٍ نَوَوِيٍّ ريبوزي مفرد السلسلة ذي اتجاه إيجابي. ويُركِّز هجومه بصورة أساسية على الجهاز التنفسي للطيور، مُخلِّفًا سلسلة من الأعراض المزعجة التي تشمل السُّعال المتواصل، والعطسَ المُتكرِّر، والإفرازاتِ الأنفيةَ الغزيرةَ، وفي بعض الحالات يصل إلى التهاب المُلْتَحمة. لكن خطورة هذا الفيروس لا تتوقَّف عند الجهاز التنفسي فحسب، بل تمتدُّ لتطال الجهازين التناسليَّ والكُلَوِيَّ؛ فبعض سلالاته يُمكنها إحداثُ تدميرٍ شاملٍ في إنتاج الدواجن، من خلال إضعاف جودة البيض، وتشويه قشرته، وخفض معدلات الإنتاج بدرجة كبيرة، مع إلحاق أضرار بالغة بوظائف الكُلَى. وينتقل هذا الفيروس سريعًا عبر الهواء والاتصال المباشر مع الطيور المصابة، وكذلك عبر المُعَدَّات والأدوات المُلوَّثة. ومع مُعدَّلِ طفراتٍ وراثية عالٍ، يُصبِحُ التحكُّم في هذا الفيروس والوقاية منه مُهمَّةً بالغة الصعوبة. ويظلُّ التطعيم الأداة الرئيسة للمواجهة، لكن تعدُّد السلالات وتنوُّعها يَضَعُ تحديات كبيرة أمام فعالية اللقاحات؛ إذ لا يمكن ضمان الحماية الكاملة ضِدَّ جميع السلالات المتداولة؛ لذلك، تغدو المراقبة المُستمِرَّة وعمليات تطوير اللقاحات أمرًا حَتمِيًّا للتصدي لتفشِّي هذا الفيروس الخطير.

الأمراض الفيروسية الأخرى ذات التهديد البالغ الخطورة للدواجن
نظرة عامة على التهاب الكبد الفيروسي

يُمثِّل التهاب الكبد الفيروسي IBH في الدواجن، والمُسبَّب بفيروس الأدينو للطيور FAdV، مرضًا حادًّا يُؤثِّر بصورة رئيسية على كتاكيت التسمين الصغيرة، التي عادةً ما تكون دون سِنِّ الخمسة أسابيع. يتميَّز هذا المرض بارتفاع مفاجئ في مُعدَّل الوَفَيَات؛ فقد يصل إلى 30٪، مصحوبًا بأعراضٍ، مثل: الخمول، وانخفاض الشهية، وحالة من فقر الدم. وغالبًا ما تظهر على الطيور المصابة علامات واضحة في الكَبِد، تتمثَّل في شحوبٍ، وهشاشة، وتورُّم، إلى جانب إصابات نزيفية. وينتقل الفيروس أساسًا عبر الانتقال الرأسي، مع إمكانية الانتقال الأفقي الذي يُسهِم في انتشار العدوى داخل القطيع. وفي الوقت الحالِيِّ، لا تُوجَد علاجات فيروسية مُحدَّدة لهذا المرض. ويعتمد التدبير العلاجي على الرعاية الداعمة، مثل: تحسين التغذية، ومعالجة الالتهابات الثانوية؛ بهدف تقليل مُعدَّل الوَفَيَات. وتكمُن أكثرُ الاستراتيجيات فعاليةً في مكافحة المرض عن طريق تنفيذ برامج تطعيم متكاملة. ويُعَدُّ تطعيمُ قُطعان الأُمَّات أمرًا حيويًّا؛ لتوفير الأجسام المضادة الوراثية التي تحمي الصغار في المراحل المبكرة من الحياة، وهو ما يؤدي إلى انخفاض ملحوظ في انتشار المرض بين كتاكيت التسمين.

نظرة عامة على متلازمة نقص إنتاج البيض

متلازمة نقص إنتاج البيض - 76 EDS-76) ) هو مرض فيروسي يُسبِّبُه فيروس أدينو البط نوع أ، يستهدف مباشرة الدجاج البيَّاض، وذلك يترتَّب عليه خسائر اقتصادية جسيمة في قطاع الدواجن. تتجلَّى خطورة هذا المرض في الانخفاض المفاجئ لإنتاج البيض، مصحوبًا في الغالب بإنتاجِ بَيْضٍ ذي قشرة هَشَّة أو عديم القشرة. وعلى الرغم من أنَّ الدجاجاتِ المُصابةَ قد تبدو في ظاهرها بصحة جيدة، فإنَّ جودةَ إنتاجِ البيض وكَمِّيَّتَه تتعرضان لتدهوُر كبير. يستهدف الفيروس أساسًا قناة التناسُل، وخاصَّة الرحم، وهو ما يُؤدِّي إلى ظهور الأعراض المميزة. وقد يُسبِّب هذا المرض أضرارًا اقتصادية واسعة النطاق؛ بسبب انخفاض الإنتاج، ورداءة جودة البيض. وفي ظِلِّ غياب علاجات فيروسية محددة لمتلازمة نقص إنتاج البيض - 76، تغدو استراتيجيةُ الوقاية عن طريق التطعيم ذاتَ أهميةٍ قصوى. وتُعَدُّ برامج التطعيم الخاصة بِقُطعان التربية والدجاج البيَّاض أكثرَ الوسائل فعاليةً للحَدِّ من انتشار الفيروس والوقاية من المرض. كما يُعَدُّ الالتزام بإجراءات السلامة الحيوية والمراقبة المستمرة لعلامات الإصابة من العوامل الحاسمة في إدارة تفشِّي متلازمة نقص إنتاج البيض.

نظرة عامة على مرض الأمعاء الالتهابي

مرض الأمعاء الالتهابي IBD))، المعروفُ باسم مرض جمبورو، يُمثِّل عَدْوَى فيروسية بالغةَ العدوى، تستهدف مباشرةً الجهاز المناعي للدجاج الصغير، مع تركيز خاصٍّ على جِرَاب فابريشوف، وهو عضو حيوي في تكوين الاستجابة المناعية لدى الطيور. تتجلَّى أعراض هذا المرض في انتفاش الريش، وإسهالٍ حادٍّ، واكتئابٍ واضحٍ؛ وفي الحالات الشديدة، ارتفاع مُعدَّلات الوَفَيَات. وتكمُن خطورة هذا المرض في قدرته على إضعاف المناعة؛ فيجعل الطيورَ المُصابَةَ أكثرَ عُرْضَةً للإصابة بالأمراض الأخرى، ويُقلِّل فعالية التطعيمات المضادة للأمراض المختلفة. وفي الوقت الحالِيِّ، لا تُوجَد علاجاتٌ محددة لمرض الأمعاء الالتهابي. ولذا، تَنْصَبُّ الجهود على استراتيجيات الوقاية عبر التطعيم وتنفيذ إجراءات السلامة الحيوية الصارمة. وتُعد برامج التطعيم عاملًا مِحوَرِيًّا في احتواء انتشار المرض، ولا سِيَّمَا في قُطعان الدجاج البيَّاض وقُطعان التسمين. ومع ذلك، فإنَّ ظهور سلالات مُتحوِّرة وشديدة العدوى من الفيروس يفرض ضرورة التكيُّف المستمر وتحسين تركيبات اللقاحات بما يضمن توفير حماية فعالة.

مناقشة آليات التطعيم باللقاحات في الدواجن

تتعدَّد طُرُق التطعيم باللِّقاحات في الدواجن، وتشمل التطعيم عن طريق الفَمِ، أو الحَقْن العَضَلِيِّ، أو تحت الجلد، أو تحت الأَدَمَة. وتعتمد فعالية اللقاحات اعتمادًا كبيرًا على كفاءة طُرُق التوصيل المُستخدَمة لضمان استجابة مناعية قوية وتقليل الآثار الجانبية.

تتضمَّن الطُّرُق الشائعة للتطعيم باللِّقاحات ما يلي:

عن طريق الفم: وهو الأسلوب الأكثر انتشارًا والأقلُّ تدخُّلًا؛ إذ يُحفِّزُ الاستجابة المُخَاطِيَّة المِعَوِيَّة، ويُستخدم بصورة أساسية مع اللقاحات الحية.
الرَّذَاذُ الأَنْفِيُّ ورَذَاذُ الإيروسول: تستهدف هاتان الطريقتان الغِشاءَ المُخاطي في الجهاز التنفُّسي، وهو ما يُوفِّر مُستوًى مُتقدِّمًا من الحماية ضد الأمراض التنفسية، مثل: إنفلونزا الطيور، ومرض نيوكاسل.
الحَقْنُ العَضَلِيُّ والحقن تحت الجلد: يُعتمَد عليهما على نطاق واسع في اللقاحات المُضادة للأمراض البكتيرية، وهما يُولِّدان استجابة مناعية قوية، ويحظيان باستخدام مُكثَّف في القطاعات التِّجَارية.
طريقة الوَخْزِ في غِشاء الجَناح: تُعَدُّ من الأساليب التقليدية، وتُستخدَم بصورة أساسية لمكافحة فيروس جدري الدواجن. وتتلخَّص في وخز اللقاح في غشاء الجَناح، مع الحرص على تجنُّب إصابة الأوعية الدموية.

شاع تطبيق هذه الأساليب التقليدية في قطاع الدواجن نظرًا لكفاءتها العالية في إدارة عمليات التطعيم، وضمان تغطية وقائية شاملة ضِدَّ مُختلِف الأمراض.

خُطَطُ الوقاية مِن تفشِّي أمراض الدواجن والسيطرة عليها:

التدابير الوقائية الحيوية:

تقييد الدخول للمزرعة: الحَدُّ الصارم من الوصول إلى مَزارع الدواجن عن طريق التحكُّم الدقيق في حركة الأفراد والمَرْكَبات والمُعَدَّات. ضمانُ التزام جميع الزوار والعاملين بإجراءات النظافة الصارمة، التي تتضمن بالضرورة ارتداء ملابس وأحذية نظيفة ومُعقَّمة. التعقيم: التعقيم: إجراء عمليات التنظيف والتعقيم المتواصلة لجميع مُعَدَّات المَزرعة والمَرْكَبات والمُنْشَآت؛ بهدف منع انتشار المُسبِّبات المرضية. إيلاء عناية خاصة لأكثر المناطق عُرْضَةً للتلوث، مع التركيز على المناطق الحَرِجَة، كالأقواس العُلوية للعَجَلات، والمُعَدَّات المشتركة.

إدارة المياه والأعلاف:

توفير المياه النظيفة: الاعتماد على مصادر المياه الرئيسية قدر الإمكان، مع الحرص على تثبيت أوعية شُربٍ المياه فوق مستوى الأرض؛ لتجنُّب التلوُّث. إجراء تنظيف دوري لأحواض المياه والأعلاف؛ للحَدِّ من انتشار الأمراض. التخزين الآمن للأعلاف: تأمين مساحات التخزين بمعايير صارمة، بحيث تكون نظيفة، وجافَّة، ومُغطَّاة، وبعيدةٌ عن مُتناوَل الحيوانات البَرِّيَّة والقوارض والحيوانات الأليفة. وضعُ آلياتٍ مُحدَّدة للتخلُّص الآمن من الأعلاف التالفة أو المُلوَّثة.

إدارة السوائل والروث:

معالجة السوائل: توجيه السوائل إلى الأراضي الزراعية بدلًا من مناطق الرعي؛ للتقليل من أخطار انتقال الأمراض. وفي حالة استخدام المُعدَّات المشتركة، يتوجَّب إجراءُ تعقيمٍ شامِل قبل الاستخدام وبعده.

العزل والحجر الصحي:

إدارة السُّلالات الجديدة: عزلُ الطيور الجديدة أو العائِدة عن القطيع الرئيس ومراقبتها مُدَّةً كافية؛ للتأكُّد مِن خُلُوِّها من الأمراض. واستخدام أدوات وفِرَقِ عَمَلٍ منفصلة للتعامل مع هذه الطيور؛ للحَدِّ من انتقال العدوى.

المراقبة والإبلاغ المستمر:

المراقبة الصحية: إجراء متابعة منتظمة ودقيقة لحالة الدواجن؛ للكشف المُبكِّر عن أي مؤشرات مرضية، وذلك بالتنسيق الوثيق مع الطبيب البيطري. إبلاغ الجهات المُختَصَّة فورًا عند الاشتباه بوجود أمراض تتطلَّب الإبلاغ الرسمي.

برامج التطعيم:

ي يُشكِّل التطعيم عُنصرًا مِحوَرِيًّا في منظومة الوقاية ومكافحة الأمراض المُعْدِية في قطاع الدواجن. ويتمحور هدفه الأساسي حول إنشاء منظومة مناعية متكاملة للقطيع، وهو ما يُؤدِّي إلى الحَدِّ من مُعدَّلات تَفشِّي الأمراض وتخفيف حِدَّتِها عند الإصابة. الحماية من الأمراض الرئيسية: تستهدف اللقاحاتُ الأمراضَ الأكثر تأثيرًا في الدواجن، من ذلك مرض نيوكاسل، ومرض الأمعاء الالتهابي، وإنفلونزا الطيور. تُسهِم برامج التطعيم في ضمان صحة القطيع واستدامة إنتاجيته عبر تطعيم الطيور ضِدَّ هذه التهديدات. المَناعة الجماعية: يتجاوز التطعيم حماية الطيور الفردية ليشمل مفهوم المناعة الجماعية. فعندما تُحصَّنُ نسبة كبيرة من القطيع، يتراجعُ انتشارُ المُسبِّبات المَرَضيَّة تراجُعًا ملحوظًا، وهو ما يُوفِّر حماية شاملة حتى للطيور غير المحصنة. المكاسب الاقتصادية: تعمل برامج التطعيم الفَعَّالة على تقليص الاعتماد على المُضادات الحيوية والعلاجات التقليدية، وهو ما يؤدي إلى خفض التكاليف الإنتاجية، وتعزيز الكفاءة الاقتصادية لمشاريع تربية الدواجن. التنفيذ الاستراتيجي: يتوجَّب تطبيق اللقاحات وَفْقَ جدول زمني مَدروس؛ لضمان فعاليتها، مع الأخذ في الاعتبار المُتغيِّرات الأساسية، مثل العمر، ومُعدَّلات انتشار الأمراض مَحليًّا، والظروف الخاصَّة لكل مزرعة.

صُنِعَ بكُلِّ فَخْرٍ في المملكة العربية السعودية

تُقدِّم رؤية المملكة 2030 مَسارًا تحوُّلِيًّا متكاملًا لقطاع الدواجن، مُبرزةً أهميته الاستراتيجية في تعزيز الأمن الغذائي الوطني وتحقيق التنوُّع الاقتصادي. وتتطلَّع المملكة إلى تعزيز الإنتاج المحلي من الدواجن بصورة جوهرية؛ سعيًا للاستقلال الغذائي، وتقليل الاعتماد على الاستيراد. ويتهيَّأ القطاع لِنُمُوٍّ سريع يضع المملكة العربية السعودية في مُقدِّمة الدُّوَل الإقليمية في إنتاج الدواجن؛ بفضل الدعم الحكومي الشامل، الذي يشمل حوافز استثمارية وشراكات استراتيجية مع القطاع الخاصِّ. وتُركِّز الرؤية أيضًا على تَبنِّي التِّقْنيات المُبتَكرة والممارسات المستدامة؛ ضمانًا لاستدامة القطاع على المدى الطويل، وتعزيزًا لقدرته التنافسية عالميًّا.

في كلايبك- علوم الحياة، نُواكِبُ رؤية المملكة العربية السعودية 2030 بالعمل على تطوير رعاية الحيوانات، وتعزيز رفاهية المجتمع عبر حلولٍ مُبتَكَرة ومُنْشَآت عالية التقنية. نسعى جاهدين للتصَدِّي لتحديات صِحَّة الحيوانات بتقديم لقاحات وعلاجات تُواكِب المعايير العالمية، وذلك بما يَنسجِم مع أهداف المملكة في تحسين الأمن الغذائي وتشجيع المُمارَسات المستدامة. ونَعتزُّ بخَطِّ إنتاجنا ""Aviline المُتخصِّص في لقاحات الدواجن لمكافحة مجموعة متنوعة من الأمراض، وهو ما يُعزِّز صِحَّة الدواجن ومناعَتَها ضِدَّ الأمراض. كما نضمن تحقيق مناعة فعَّالة تُسهم في الحفاظ على صِحَّة الدواجن ودعم الأهداف الاستراتيجية لرؤية 2030 عبر تطوير اللقاحات والأدوية باستخدام مُسبِّبات مَرَضِيَّة معزولة محليًّا. ويَعكِس التزامنا بإحداث أثرٍ نَوْعِيٍّ في مجال الصحة الحيوانية ودعم المُهتَمِّين برعاية الحيوانات عالميًّا؛ توافُقنا الكامل مع هذه الرؤية التحوُّلية للمستقبل.

المراجع:

1. Production | Gateway to poultry production and products | Food and Agriculture Organization of the United Nations. (2024). https://www.fao.org/poultry-production-products/production/en/
2. Animal health | Gateway to poultry production and products | Food and Agriculture Organization of the United Nations. (2024). https://www.fao.org/poultry-production-products/production/animal-health/en/
3. Ravikumar, R., Chan, J., & Prabakaran, M. (2022). Vaccines against Major Poultry Viral Diseases: Strategies to Improve the Breadth and Protective Efficacy. Viruses, 14(6), 1195. https://doi.org/10.3390/v14061195
4. Hafez, H. M., & Attia, Y. A. (2020). Challenges to the Poultry industry: Current perspectives and Strategic future after the COVID-19 Outbreak. Frontiers in Veterinary Science, 7. https://doi.org/10.3389/fvets.2020.00516
5. Yohannes, G., Asfaw, Y. (2018). Review on Health Care Management Practices in Poultry.
6. Abdelaziz, K., Helmy, Y. A., Yitbarek, A., et al. (2024). Advances in Poultry Vaccines: Leveraging biotechnology for improving vaccine development, stability, and delivery. Vaccines, 12(2), 134. https://doi.org/10.3390/vaccines12020134.
7. Yehia, N., Salem, H. M., Mahmmod, Y., Said, D., et al. (2023). Common viral and bacterial avian respiratory infections: an updated review. Poultry Science, 102(5), 102553. https://doi.org/10.1016/j.psj.2023.102553.
8. Bertran, K., Blanco, A., Antilles, N., et al. (2021). A 10-Year retrospective study of inclusion body hepatitis in Meat-Type chickens in Spain (2011–2021). Viruses, 13(11), 2170. https://doi.org/10.3390/v13112170
9. Begum, J., Chowdhury,E., Parvin, R., et al. (2013). Detection of Egg Drop Syndrome Virus by Polymerase Chain Reaction. International Journal of Livestock Research. 3.
10. Disease prevention for livestock and poultry keepers. (2015, September 21). GOV.UK. https://www.gov.uk/guidance/disease-prevention-for-livestock-farmers
11. Arab News. (2023, April 29). Riyadh poultry expo to promote Vision 2030 targets. Arab News. https://www.arabnews.com/node/2294966/saudi-arabia.
12. Arab News. (2023a, January 9). Saudi minister tours poultry farm expansion project. Arab News. https://www.arabnews.com/node/2228931/saudi-arabia.

اشترك في قائمتنا البريدية

انضم إلى قائمتنا واحصل على أحدث العروض مباشرة في بريدك الوارد. لا رسائل مزعجة، ويمكنك إلغاء الاشتراك في أي وقت.